عدد الزيارات : 3617
20 أيار 2018




في بيتِنا عَنْصَرَ الروحْ

الأب د. شحادة عبود يُرْسَمُ أرشمندريتاً بطريركيّاً

 

احتفلت كنيسةُ سيّدةِ النياح عشيّةَ يوم السبت بعيدِ عنصرة الروح القدس وتخلَّل القدّاس وضعُ يدِ صاحب الغبطة البطريرك يوسف العبسيّ الكلّيُّ الطوبى على رأسِ الأب د. شحادة عبود أرشمندريتاً بطريركيّاً، شاركَ فرح العيد سيادةُ المتروبوليت نيقولا أنتيبا وجمعٌ من كهنة دمشق وحضورٌ من مطارنة وكهنة باقي الطوائف.

رنَّمت جوقةُ البطريركيّة ترنيمةَ مستحقٌ مستحقٌ آكسيوس للأرشمندريت الجديد مع الأهل وكل الأصدقاء والحضور.

كما عطَّرَ غبطتهُ المكان بعظتهِ عن الروح القدس روحُ الفرح والتعزية، ثمَّ في نهايةِ القدّاس ألقى الأرشمندريتُ الجديد كلمةَ شكرٍ نورِدُها:


"احفظ الوديعة الصالحة بعونِ الروحِ القدس الساكنِ فينا"

(2 تيموثاوس 1: 14)


باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.

غبطةَ أبينا البطريرك يوسف العبسيّ الكلّيّ الطوبى والقداسة،

سيادةَ المتروبوليت نيقولا أنتيبا الجزيل الاحترام،

حضرة المونسينيور توماس حبيب الجزيل الاحترام سكرتير السفارة البابويّة في سوريّة وممثّل نيافة الكاردينال ماريو زيناري الجزيل الاحترام، السادةَ الأساقفة الموقّرين، الآباءَ الكهنة المحبوبين،

الأخواتِ الراهبات المكرّمات، أخواتي وإخوتي المؤمنين،

أشكرُ الله الرحيم أولاً على ما مَنَّ به عليّ من بركات ونعم وخصوصاً نعمةَ الكَهَنوتِ المقدّس. أشكرُ الفائقةَ القداسةِ مريمَ العذراء التي بحُبِّها الأموميّ تسهرُ عليَّ وتحفَظُني دائماً تحتَ سِترِ حِمايتها. كما أشكرُ غبطةَ أبي السيّدِ البطريرك يوسفَ شكراً بنويّاً لأنّهُ منحني رُتبةَ الأرشمندريتيّة، وهذهِ دعوةٌ لأكونَ سخيّاً وغَيوراً في السهَرِ على التميُّزِ في خِدمتي الكَهَنوتيّة لخيرِ النفوسِ ورعايتِها متشبِّهاً بالراعي الصالح. هأنذا أجدِّدُ محبّتي للهِ ولكلِّ إخوتي، وإنّي أجدِّدُ كلمةَ اللهِ التي اتّخذتُها في يومِ رسامتي الكَهَنوتيّة "أتحبّني... ارعَ خرافي". (يوحنّا 21: 17).

أخواتي وإخوتي،

نحتفلُ اليومَ في هذهِ الليتورجيّة المقدّسة بيومِ العنصرةِ، يومِ حلولِ الروحِ القدسِ. إنَّ هذا اليومَ هو يومُ النّورِ، ويومُ النّار، ويومُ الريحِ، ويومُ الروحِ الذي أضرمَ قلبَ العذراءَ مريمَ والرُّسلَ القدّيسينَ حيثُ كانوا في العُلّيةِ مجتمعين. إنّ سرَّ العنصرةِ هو أنَّ الروحَ القدسَ يُنيرُ الروحَ الإنسانيَّ ويكشفُ المسيحَ المصلوبَ والقائمَ من بين الأمواتِ. لقد "خلّصنا |الله|، لا نظرًا لأعمالِ بِرٍّ عمِلناها، بل بِحسبِ رحمتِه، بغسلِ الميلادِ الثاني والتجديدِ في الروحِ القدس، الذي أفاضهُ علينا بوفرةٍ، بيسوعَ المسيحِ مخلّصَنا". (طيطس 3: 5-6).

يقول القدّيسُ إريناوس اللّيونيّ في Demonstratio apostolicae praedicationis 7: "لا يمكِنُنا أن نرى ابن الله من دون الروحِ القدس، ولا يمكِنُنا أن نَقْرَبَ من اللهِ من دونِ الابن، لأنَّ معرفةَ الآب هي معرفةُ الابن وتَتِمُّ معرفة ابنِ الله من خلالِ الروح القدس فقط".

إنَّ الروحَ القدسَ واهبُ الحياةِ للكنيسةِ، جسدِ المسيحِ السرّيِّ، ولكلِّ المؤمنينَ الّذين يُشكِّلونَ هذا الجسد لِيصبِحَ الإنسانُ تعبيرَ الحبِّ الإلهيّ وأداتَهُ. "وكذلكَ الروحُ أيضا يعضدُ ضُعفنا؛ لأنّا لا نعرِفُ كيف نُصلّي كما ينبغي؛ لكنَّ الروحَ نفسَه يشفعُ فينا بأنّاتٍ تفوقُ الوصف". (رومة 8: 26).

إنَّ الروحَ القدسَ هو نورُ الروحِ البشريّةِ والعالمِ (أعمال الرسل 13: 47) كما أنَّ يسوعَ المسيح هوَ نورُ العالم (يوحنّا 8: 12)، لذلك فإنّنا مدعوّونَ إلى أن نتغلغلَ في النورِ وفي حياةِ يسوع بقبولِ عملِ الروحِ القدسِ في حياتِنا. وإنّنا مدعوّونَ كما يحُثُّ القدّيسُ بولسَ أهلَ تسالونيكيّ: "لا تُطفئوا الروحَ القدس" (1 تسالونيكي 5: 19).

أرفعُ الصلاةَ إلى اللهِ لأجلِكم يا صاحبَ الغبطةِ أبانا البطريرك يوسُف ذاكراً الثقةَ التي وضَعتُموها فيَّ خلالَ السنواتِ الماضية، وآملُ أن أكونَ قد خدمتُ الله على مثالِكُم بالمحبّةِ الإنسانيّة. لقد مرّت السنةُ تِلوَ الأُخرى وأنا أنهلُ من علمِكُم ومعرفتِكُم. إنَّ صلابتَكُم نَحَتَتْ طبعي، ودماثةُ أخلاقِكم هَذّبتْ طريقتي في التصرُّف، وصبرَكُم جعلني رَحْب الصدرِ، وكدَّكُم على العملِ علَّمني ألّا أتعبَ في تَتْميمِ خِدمتي الكَهَنوتيّة، لقد علّمتُموني فنَّ الدبلوماسيّةِ من خلالِ صمتِكُم وصلاتِكُم.

أُصلّي إلى اللهِ لأجلِكُم أيّها المتروبوليت نيقولا الّذي طالما اعتبرتُكُم الأخَ الأكبرَ لقربِكُم إلى قلبي، فلا شَكَّ أنّكُم قد أغنيتُموني بعلِمكُم وحِكمَتِكُم، وابتسامَتِكُم المنُفتحةِ الصادِقة التي تَنُمُّ عن فَرَحِكُم الداخليّ وهي صِفةٌ إلهيّةٌ تَحلَّت بها تصُرّفاتِكُم الإنسانيّة، فأنتُم الأميرُ الظافرُ بقلوبِ مَنْ حولَكم.

أبتهلُ من أجلِ السادةِ الأساقفةِ أعضاءِ مجلسِ رؤساءِ الكنائسِ الكاثوليكيّةِ في سوريّةَ، والسادةِ الأساقفةِ الحاضرينَ، الّذينَ تربُطني بِهم علاقةٌ مميَّزةٌ ليمدَّهُمُ اللهُ بالقوّةِ والعمرِ المديد.

أضرعُ لأجلِ أهلي الّذين يفرحونَ لي ومعي ولأجلِ شقيقي شادي وزوجتِه كيندا وأولادِه كلاريتا وعبّود ودانييل، ولأجلِ شقيقي الأب مياس والأعمامِ والعمّةِ والأخوالِ والخالاتِ وكلِّ أقربائي.

أدعو لأجلِ الكهنةِ والراهباتِ الّذين يعملونَ بصمتٍ في كرمِ الربّ. أخشَعُ أمامَ اللهِ لأجلِ كلِّ الأصدقاءِ الّذين عرفتُهم وكُنّا يداً واحدةً في الفرحِ والحزنِ، وأصلّي من أجل

 

كلِّ الذين يعملون في مختلف النشاطاتِ والحركاتِ والجمعيّات. أذكرُ أمام اللهِ كلَّ الّذين هم خارجَ القُطرِ، الغائبينَ بالجسدِ والحاضرينَ بالرّوحِ، ليباركَ اللهُ مقاصِدَهُم وأعمالَهم.

أعِدُ أمامَ الله ِكما قالَ القدّيسُ بولسَ إلى أهلِ تسالونيكي متمتماً كلامَه: "أمّا نحنُ فيَجِبُ علينا الشكرُ للهِ بِلا انقطاعٍ مِن أجلِكُم، أيّها الإخوةُ أحبّاءُ الربِّ؛ لأنَّ اللهَ قد اختارَكُم، مِنَ البدءِ، ليخلِّصَكُم بتقديسِ الروحِ القدسِ والإيمانِ بالحقّ". (2 تسالونيكي 2: 13). وليكن الروحُ القدسُ قائداً لكلِّ خُطوةٍ أقومُ بها. آمين.

 

            

الأرشمندريت دشحادة عبّود عبّود

كاتدرائيّة سيّدة النياح         

دمشق، في 19/05/2018      

 

 























































































































                     

تابع أيضاً

رح نرجع نعمرها

صاحب الغبطة وصاحب السيادة يحتفلان بالقداس الإلهي في كنيسة القدّيس ....

10 تشرين ثاني 2020
عيد القدّيسة صوفيا وبناتها إيمان ورجاء ومحبّة

صاحب الغبطة يحتفل بعيد القدّيسة ....

17 أيلول 2020
عيد الصليب المقدّس

صاحب الغبطة يحتفل بعيد الصليب المقدّس في بلدة معلولا - ريف ....

14 أيلول 2020
ميلاد السيّدة العذراء

صاحب الغبطة يحتفل بعيد ميلاد السيّدة العذراء في كاتدرائيّة ....

8 أيلول 2020
عيد رُقاد وانتقال السيّدة العذراء

صاحب الغبطة وصاحب السيادة والكهنة يحتفلون بعيد ....

15 آب 2020
نداء

صاحب الغبطة يوجّه نداء عالمي لدعم أهل بيروت عقب تفجير مرفأ بيروت

12 آب 2020
يوم افتقاد

صاحب الغبطة يتفقّد المتضرّرين من جراء كارثة مرفأ بيروت

8 آب 2020
عيد التجلّي

صاحب الغبطة وصاحب السيادة يحتفلان بقدّاس عيد تجلّي الرب في كاتدرائيّة ....

6 آب 2020
يا والدة الإله الفائقة القداسة خلصينا

صاحب الغبطة وصاحب السيادة يحتفلان بالقدّاس ....

2 آب 2020


تابعونا على مواقع التواصل الأجتماعي

© 2024 -بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك