عدد الزيارات : 1901
2 كانون أول 2018



افتتح غبطة أبينا البطريرك يوسف العبسيّ الكلي الطوبى اليوبيل المئوي الثالث لكنيسة القديس نيقولاوس (1719-2019) للرهبانية الباسيلية الشويرية برئاسة الرئيس العام للرهبانية الارشمندريت إيلي معلوف وأقيمت بهذه المناسبة صلاة الغروب المسكونية ورتبة تبريك القرابين في دير مار يوحنا الصابغ - الخنشارة، بحضور المطران كميل زيدان ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، المطران الياس الكفوري ممثلا بطريرك الروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، السفير البابوي في لبنان المطران جوزف سبيتيري والقائم بأعمال السفارة المونسنيور ايفان سانتوس، سكرتير مجلس الكنائس الشرقية في روما المونسنيور لورنزو لوروسو، كاهن بازيليك مار نيقولاوس في باري - ايطاليا جيوفاني ديستانتي، ممثلين عن الطوائف المسيحية كافة، الرؤساء العامين والرئيسات العامات للرهبانيات و كوكبةٌ من كهنة رهبان راهبات وحضور حاشد من المؤمنين.

بعد ذلك، توجه صاحب الغبطة والارشمندريت معلوف والمطارنة والحضور إلى صالون الدير حيث تبادلوا التهاني باليوبيل.

 

وبعد الصلاة، ألقى الارشمندريت معلوف كلمة ترحيبية اعتبر فيها أن هذا اليوبيل يحمل الذاكرة والرسالة والقداسة": أقف في ما بينكم، بصفتي واحد من خلفاء الاب المغبوط نيقولاوس الصائغ، الاب العام الثاني، المؤسس والمشترع والباني والذي أتم بغيرته وعلى نفقته هذه الكنيسة التاريخية، أقف خاشعا أمام هذا القدس، متأملا بعمق إرثه الثمين والأمانة الملقاة على عاتقنا، حائراً في ما أقول، فما لي والحالة هذه إلا أن اتفرس في سناء وجه المؤسس واتأبط بردائه كحرز لنكمل سوية مسيرته السامية، عندما يفتقر الحاضر احيانا الى بعض من القيم الإبداعية، يعود المرء إلى الوراء ليغوص في بحر التاريخ، وعندما يقع نظره على إحدى اللآلئ، يتلقط بها وينفض عنها ما علق من ركام الزمن الغابر حتى إذا ما عاد بريقها يعلم يقينا أن الماضي المجيد يجب أن يحاكي مستقبلاً واعدا وأن الإبداع في أحلك الظروف وفي مختلف المجالات يبقى ممكنا الآن، شرط أن يكون هناك عزم أكيد وإرادة صلبة وحرية حقيقية وإن من الصور الجميلة عن لبنان والشرق المسيحي أنهما أرض القداسة، بها كان وأبدع وسيبقى، إن المقصود من هذه الذكرى هو أولا الوفاء لأبينا نيقولاوس ولجميع الآباء المؤسسين وأن نبقى أمناء لدعوتنا المقدسة وأن نحفظها ونسلمها بدورنا إلى الأجيال اللاحقة وثانيا الاستقامة وثالثا الوحدة في الايمان التي هي أفصح تعبير عن الشهادة التي تستوجب الالتزام الصادق بخيار التكرس والسعي الحثيث لتنمية مواهب الروح القدس فينا".

 

وألقى السفير البابوي سبيتيري كلمة نقل فيها تحيات وبركة قداسة البابا فرنسيس مهنئاً الرهبانية الباسيلية الشويريّة بهذه المبادرة وفتح باب كنيسة مار نيقولاوس امام المؤمنين للحج إليها، كما شكر المونسنيور لوروسو والبعثة القادمة من بازيليك مار نيقولاوس في باري-ايطاليا مرافقتهم لذخائر القديس إلى هذه الكنيسة، وأكد أن القديس نيقولاوس يشكل جسر عبور بين الشرق والغرب، وأن الصلاة التي رفعها قداسة البابا فرنسيس مع بطاركة الشرق الأوسط في باري هي من اجل السلام في المنطقة، داعيا إلى الصلاة لنحصل على نعمة السلام في قلوبنا وفي مجتمعاتنا ومنطقتنا. يبقى مار نيقولاوس لنا جميعا كمسيحيين في الشرق والغرب الشاهد على إيماننا في حب الله الذي خلقنا وابنه الذي خلصنا والروح القدس الذي يجددنا ويطهرنا في رحلة الحج هذه".

 

 و نورد نفحاتٍ من عطرِ كلماتِ السيّد البطريرك.....

 

يطيب لي أن أشارك اليوم في افتتاح السنة اليوبيلية الثلاث مئة لبناء هذه الكنيسة على اسم القديس نيقولاوس وأشكر قدس الرئيس العام إيلي معلوف والرهبانية الباسيلية الشويرية العزيزة على أنها أتاحت لي ذلك.

 

 

نحن هنا الآن بفضل أولئك الرهبان الذين كرسوا ذواتهم للصلاة والتأمل وخدمة الله تعالى وبنوا هذه الكنيسة وهذا الدير لتمجيده. كان ذلك في العام 1719 قبل أن تنقسم كنيسة أنطاكية في بلادنا وما فكروا يوما في حينه بأن هذا الانقسام سيحصل، ولا شك أنهم تألموا حين حصل هذا الانقسام. ما كانوا يوما ليفكروا بمنطقين إنما بمنطق واحد هو منطق الإنجيل ومنطق الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية. وهذا ما جعل هذه الرهبانية تسير بحسب هذا المنطق منذ نشأتها إلى اليوم بالرغم من أنها صارت في الصف الكاثوليكي. وها هي اليوم وفي هذه الذكرى بالذات تعبر عن ذلك بأجلى تعبير بدعوتها كنائس مختلفة إلى الصلاة معا بفم واحد وقلب واحد إلى الروح القدس لتتحقق أمنية يسوع أن يكون الكل واحدا.

 

نتكلم كثيرا اليوم عن الحركة المسكونية وننظم الندوات ونقيم الصلوات من أجل تحقيق وحدة المسيحيين. ولا شك أن خطوات نوعية ومتقدمة قد انجزت في هذا السبيل إلا أن الطريق على ما يبدو ما زال طويلا لأسباب متنوعة لا مجال لذكرها الآن. أود في هذه الذكرى أن أشير إلى أن من يعمل في موضوع الحوار المسكوني ويتعاطى هذا الشأن عليه أن يتحلى بقداسة السيرة. الوحدة المسيحية لم تتم ولن تتم إلا على أيدي أناس قديسين مشبعين من الإنجيل. لا تتم الوحدة المسيحية فقط على يد مفكرين ومنظرين. هؤلاء قد يساعدون بتفكيرهم ويمهدون الطريق لكن القرار لا يستطيع أن يتخذه إلا رعاة قديسون لذلك يلزمنا رؤساء ورعاة قديسون في الدرجة الأولى. ونشكر الله تعالى الذي ينعم على كنائسه برجال ورعاة قديسين لأنهم أمل الوحدة المسيحية وضمانتها.

 

في السنوات الأخيرة القريبة حصل شيء في بلادنا، في مشرقنا العربي، شيء أعتقد أنه يجب أن يكون موضع تفكيرنا بل متيقظا لضمائرنا فيما يتعلق بموضوع الوحدة المسيحية. هذا الشيء هو استشهاد مسيحيين من كنائس تختلف عن كنيستنا، كنائس لسنا في وحدة إيمانية كاملة معها. استشهاد هؤلاء يجعلنا نتساءل: أين هي الحقيقة التي يدافع كل واحد منا عنها معتقدا أنه يملكها؟ على سبيل المثال، هذا الذي لا يعترف مثلي بأن للمسيح طبيعتين إلا أنه مات مستشهدا من أجل المسيح، هل أستطيع أن أقول عنه إنه لا يملك الحقيقة لأنه ليس مني؟ أو أن المسيح لا يقبل شهادته؟ أين الحقيقة؟ أفي القول إن للمسيح طبيعتين أم في الاستشهاد من أجل المسيح؟ الاستشهاد من أجل المسيح واقع أراه وألمسه وأسمعه لكن البحث في الأمور النظرية ليس ملموسا. ألا يجعلني مثل هذا الاستشهاد أتساءل عن فائدة الاستمرار في البحث في المفاهيم النظرية المجردة؟ كذلك الأمر ينطبق على القديسين الذين ليسوا حكرا على كنيسة واحدة بل تشمل شفاعتهم جميع المسيحيين.

 

إذا كانت وحدة المسيحيين تبنى على قداسة السيرة وشهادة الحياة فهي بلا شك من صنع الروح القدس. لذلك على من يتعاطى الشأن المسكوني أن يكون متواضعا وأن يقر بأن كل مقاربة فكرية لله تعالى وبالتالي لمضمون إيماننا هي غير كاملة. لذلك لا يكفي أن نستمع بعضنا إلى بعض بل يجب أن نصغي كلنا معا إلى الروح القدس، روح الحق الذي يعلمنا كل شيء.

 

نحن اليوم نتقبل في ما بيننا الماء الذي يرشح من جثمان القديس نيقولاوس الصانع العجائب. نطلب إلى الله بشفاعته أن يصنع لنا معجزة وحدتنا. كثيرون يتساءلون إلى متى نصلي من أجل وحدة المسيحيين. ها قد مضى أكثر من مئة عام ونحن نصلي بانتظام وبلا انقطاع. وماذا بعد؟ ماذا بعد هو أن نتابع الصلاة وأن نقرن هذه الصلاة بسيرة إنجيلية ليضيء الرب الإله قلوبنا بصافي نور معرفته الإلهية ويفتح عيون أذهاننا لنفهم تعاليمه الإنجيلية. ومن أجل ذلك نحن هنا نصلي بعضنا مع بعض لكي نكون واحدا في الرب يسوع.

 

ان حضوركم ومشاركتكم اليوم في هذه الصلاة أنتم الذين أتيتم من بعيد ومن كنائس متنوعة هو دليل كبير على أنكم ما زلتم تؤمنون بأن الصلاة هي الدرب إلى وحدة المسيحيين. أشكركم على حضوركم وأؤكد لكم الآن، أننا، نحن الذين ها هنا، بمن نمثل، لن نتخلى عن هذه الصلاة ولن نكل عن متابعة مسيرة الحوار من أجل وحدتنا المسيحية موحدين بدماء شهدائنا ومعضودين بصلوات قديسينا.

 

أعود واشكر الأب العام والرهبانية على دعوتي وإشراكي في هذه الصلاة فاتحة اليوبيل. وأتمنى أن تكون الأيام اليوبيلية المقبلة ينبوع قداسة لكل الرهبان وأن يمتزج عطر قداستهم بعطر قداسة أولئك الذي ابتدأوا هذا المشوار فيبقى هذا العطر فائحا وتتحولون به أنتم إلى شذا عطر المسيح.

 

وبعد تبادل الهدايا التذكارية الخاصة بالمناسبة، إعلن الأب الرياشي عن التوأمة بين بازيليك القديس نيقولاوس في باري - إيطاليا وكنيسة القديس نيقولاوس في دير مار يوحنا الصابغ في الخنشارة، لنشر تكريم أسقف ميرا قديس الكنيسة شفيع وحدة المسيحيين والمدافع عن السلام بين الشعوب".

 

 















































































تابع أيضاً

رح نرجع نعمرها

صاحب الغبطة وصاحب السيادة يحتفلان بالقداس الإلهي في كنيسة القدّيس ....

10 تشرين ثاني 2020
عيد القدّيسة صوفيا وبناتها إيمان ورجاء ومحبّة

صاحب الغبطة يحتفل بعيد القدّيسة ....

17 أيلول 2020
عيد الصليب المقدّس

صاحب الغبطة يحتفل بعيد الصليب المقدّس في بلدة معلولا - ريف ....

14 أيلول 2020
ميلاد السيّدة العذراء

صاحب الغبطة يحتفل بعيد ميلاد السيّدة العذراء في كاتدرائيّة ....

8 أيلول 2020
عيد رُقاد وانتقال السيّدة العذراء

صاحب الغبطة وصاحب السيادة والكهنة يحتفلون بعيد ....

15 آب 2020
نداء

صاحب الغبطة يوجّه نداء عالمي لدعم أهل بيروت عقب تفجير مرفأ بيروت

12 آب 2020
يوم افتقاد

صاحب الغبطة يتفقّد المتضرّرين من جراء كارثة مرفأ بيروت

8 آب 2020
عيد التجلّي

صاحب الغبطة وصاحب السيادة يحتفلان بقدّاس عيد تجلّي الرب في كاتدرائيّة ....

6 آب 2020
يا والدة الإله الفائقة القداسة خلصينا

صاحب الغبطة وصاحب السيادة يحتفلان بالقدّاس ....

2 آب 2020


تابعونا على مواقع التواصل الأجتماعي

© 2024 -بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك