عدد الزيارات : 2048
9 كانون أول 2018




تنصيبُ الراعي الجديد على أبرشيّة بيروت

 

ترأّسَ صاحبُ الغبطة البطريرك يوسف العبسيّ الكليّ الطوبى احتفالَ تنصيبِ وتوليةِ راعي أبرشيّة بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكييّن الكاثوليك المُنتَخَبْ المتروبوليت جورج بقعوني في كاتدرائيّة النبيّ إيليّا في ساحةِ النجمة- بيروت، بمشاركةِ خَلَفِهِ المطران كيرلّس سليم بسترس

حَضَرَ الإحتفال  مُمثلُ السفير البابويّ المونسنيور إيفون سانتوس و مُمثلين رسمييّن عن الدولة و القيادات الروحيّة و الزمنيّة

مع كوكبة من رهبان و راهبات الطوائف جمعاء وعائلة المطران بقعوني.

ألقى غبطته كلمة التنصيب :

يطيبُ لي في هذا اليومِ المُبارك أن أزُفَّ بالابتهاجِ إلى أبرشيّة بيروتَ المحروسة والمحبوبةَ من الله راعيها الجديد، ورئيس كَهَنَتِها السادس عشر، المتروبوليّت جورج بقعوني الجزيل الاحترام، الذي اختارَهُ الروحُ القُدس وسينودس كنيسَتِنا الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة ليخلِف في الخدمةِ والرسالة سيادة المتروبوليّت كيرلّس سليم بسترس الجزيلِ الوقار وكوكبةٌ من المطارنة الذين تعاقبوا على خدمةِ هذهِ الابرشيّة العريقة بأمانة وغيرة، وأناروا كنيستنا الملكيّة بفضيلتهم وعلمهم.

يطيب لي أن أضعَ سيادة الأخّ المتروبوليت جورج وديعةً بين أيدي أبنائِنا الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين، طالباً منهم أن يلتفّوا حولَه، أن يحمِلوهُ في قلوبِهم وصلواتِهم. فالراعي يتقوّى ويطمئنّ ويفرح بالتفافِ الرعيّة حولَه. كما أنني أضعُهُم هم أيضاً وديعةً بين يدي سيادتِهِ لأنَّ الرعيّة أيضاً تتقوّى وتطمئنّ وتفرح بسهَرِ راعيها عليها.

نجاحُ العملِ الراعوي مرهونٌ بوحدةِ الراعي والرعيّة معاً، فلنُحافظ على هذهِ الوحدةِ التي وصّى بها وصلّى من أجلها الربُّ يسوعُ المسيح.

الراعي هو للجميع، كلّهُ لكل واحدٍ من أبنائِهِ، للفقيرِ والغنيّ، للخاطىءِ والبارّ، للضعيفِ والسليم، للبعيدِ والقريب.

لا يستطيعُ الراعي أن يكونَ لهذا من دونِ ذاك، رُغمَ أنّهُ في وقتٍ من الاوقات يذهبُ في طَلَبِ الخروفِ الضال ويذبحُ العِجلَ المُسمَّن للإبنِ الضال ويبحثُ عن الدرهمِ الضائِع.

في المُقابِل، لا يستطيعُ أحدٌ، فرداً كانَ أم جماعةَ، أن يحتَكِرَ الراعيَ لِنَفسِهِ، الفئويّة من اي طرفٍ كانت تُخَرِّبُ الرعيّة.

عندما نتكلمُ عن الراعي، نتكلمُ أيضاً عن الذينَ يُشاركونَهُ في الرعاية، أولادَنا الكهنة المحبوبين في الربّ الذينَ لهُم كلُّ التقديرِ والشكر. إنَّهُم يؤلفونَ مع الراعي جِسماً واحداً مُتناسقاً ومُتضامِناً، منيعاً على أيِّ اختراقٍ، منَ الداخلِ كانَ أم منَ الخارِج، لِعِلمِنا بأنَّ تَصَدُّعَ الرعيّة وانهيارَها مِن تَصَدُّعِ الجسمِ الإكليريكيِّ وانهيارِهِ، ولِعِلمِنا بأنَّ الإيجابيّة تبني، والسلبية تَهدُم.

كنيستَنا الملكيّة تحملُ رسالةً، وكنيستنا التي في بيروت تحملُ هذهِ الرسالة بنوعٍ خاص بمقدارِ ما للعاصمةِ من خصوصيّة بالنسبةِ إلى سائر المدن، وما بالُك إذا كانت العاصمةُ بيروت. الرسالةُ هي أن نكونَ مَن نحنُ، وأن نكونَ نحنُ والآخرون.

هكذا نعيشُ الإنجيل، وهكذا نشهدُ للربِّ يسوعَ المسيح. وهذهِ الكاتدرائية التي تقومُ بين كنائسِ ومساجد هي خيرُ صورةٍ لهذهِ الرسالة، هذهِ الكاتدرائيّة التي رُفِعَت على اسم النبيِّ إيليّا الذي يكرِّمُهُ الكلُّ ويذكرهُ في الدعوةِ إلى الإلهِ الواحدِ الحقّ الحيّ، التي حملّ إيليّا لواءها بغيرةٍ وشجاعة.

باسمِ سينودسِ كنيستِنا وباسمي الشخصيّ، أشكر كلَّ الشكرِ سيادةَ الاخ المتروبوليت كيرلس سليم بسترس على الخدمة الناصعة والنزيهة، بالسيرةِ الحميدة والضمير الصالح، التي خدمَ بها أبرشيّة بيروت بتفانٍ ومحبّةٍ وإنسانيّة، مانِحاً لها أجملِ ما عندهُ، وعلى العمران الذي رفعهُ فيها غيرَ عابئٍ بالتعبِ. كافأهُ الله بالصحةِ وطولِ العمر وبالنعمِ الالهيّة الغزيرة. وباسمِ سينودس كنيستنا وباسمي أهنئُ ابناءنا البيروتيين بابنهم ومطرانهم، الذي عرفوهُ في مدينتهم وابرشيّتهم إكليريكيّاً وكاهناً وقيّماً عامّا ورئيساً للإكليريكيّة البطريركيّة، وخصوصاً مُرافِقاً ومُرشِداً للشبيبة.

وأشكركم وأشكرُ جميعَ الحاضرينَ على استقبالِكم لمطرانكم الجديد.

معَ الكنيسة نرفعُ كُلُّنا الصلاةَ الى السيّدِ المسيح، راعي الرُعاة الأكبر والحَبر الأول الأعظم، من أجلكَ أيُّها الأب رئيسُ الكهنةِ جاورجيوس، أن تكونَ أعمالكَ لرعيّتِكَ قانوناً ودليلاً للإيمانِ القويم، ومعلِّماً للقناعةِ والتقوى والسيرةِ الحميدة، ومثالاً للوداعةِ تحرزُ بالإتّضاع العُلى وبالفقرِ الغِنى وتتوسّلُ لخلاصِ أبنائِكَ.

 

ثُمَّ تلا صاحب الغبطة مرسومَ التولية، وجاءَ فيهِ:

انتخَبَكُم السينودس المُقدَّس المُنعَقِد في الربوة لبنان من الخامس إلى التاسع من شهرِ تشرين الثاني 2018 متروبوليتاً لأبرشيّة بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكييّن الكاثوليك، فَنَحنُ يوسف العبسيّ بطريرك أنطاكيّة وسائر المشرق نَمنَحُكُم التولية القانونيّة على أبرشيّة بيروت وجبيل وتوابعهما، بحيث تُمارِسونَ مهامكُم بعدَ تنصيبِكُم على وجهٍ صحيح، حسبما تَنُصُّ عليه قوانينُ الطوائفِ الشرقيّة،

لا سيَّما القانونين 187 بند 2 و190. ثُمَّ سلَّمَهُ عصا الرِعاية: خُذْ هذهِ العصا بها ترعى رعيّة المسيح التي أئتُمِنتَ عليها، ولتكن لكَ عصا رعاية وتأديب وحماية.

وبعدَ انتهاءِ مراسمِ التنصيب، تَقبَّلَ المطران الجديد التهاني منَ المؤمنين في صالون الرعيّة.

ندعو للهَ أن يوَفِقهُ بخدمتهِ الجديدة راعياً حكيماً حامياً للرعيّة والكنيسة.




























تابع أيضاً

رح نرجع نعمرها

صاحب الغبطة وصاحب السيادة يحتفلان بالقداس الإلهي في كنيسة القدّيس ....

10 تشرين ثاني 2020
عيد القدّيسة صوفيا وبناتها إيمان ورجاء ومحبّة

صاحب الغبطة يحتفل بعيد القدّيسة ....

17 أيلول 2020
عيد الصليب المقدّس

صاحب الغبطة يحتفل بعيد الصليب المقدّس في بلدة معلولا - ريف ....

14 أيلول 2020
ميلاد السيّدة العذراء

صاحب الغبطة يحتفل بعيد ميلاد السيّدة العذراء في كاتدرائيّة ....

8 أيلول 2020
عيد رُقاد وانتقال السيّدة العذراء

صاحب الغبطة وصاحب السيادة والكهنة يحتفلون بعيد ....

15 آب 2020
نداء

صاحب الغبطة يوجّه نداء عالمي لدعم أهل بيروت عقب تفجير مرفأ بيروت

12 آب 2020
يوم افتقاد

صاحب الغبطة يتفقّد المتضرّرين من جراء كارثة مرفأ بيروت

8 آب 2020
عيد التجلّي

صاحب الغبطة وصاحب السيادة يحتفلان بقدّاس عيد تجلّي الرب في كاتدرائيّة ....

6 آب 2020
يا والدة الإله الفائقة القداسة خلصينا

صاحب الغبطة وصاحب السيادة يحتفلان بالقدّاس ....

2 آب 2020


تابعونا على مواقع التواصل الأجتماعي

© 2024 -بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك