من دمشق إلى باريس، رُسلُ المحبّة والسلام
تلبيةً لدعوة الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون وكما جرت العادات الكنسيّة، توجّهَ غبطةُ أبينا البطريرك يوسف العبسيّ الكليّ الطوبى في زيارتهِ الرسميّة الأولى إلى جمهوريّة فرنسا.
رافقَ غبطتهُ في هذه الزيارة أصحابُ السيادة المطارنة نيقولا أنتيبا ويوحنّا جانبرت وإدوار ضاهر الجزيلي الاحترام وأمين سر البطريرك الأب نادر حداد.
وكان في اسقبالهِ نائبُ مطران باريس للشرقيين المونسنيور باسكال غولنيش وممثلين عن الخارجية الفرنسية ووفد من أبناء الرعية.
في اليوم الأول للزيارة ألتقى غبطتهُ مع وزير الخارجية الفرنسيّة جان إيف لودريان وبحثوا شؤون المنطقة والعمل من أجل استقرارها حيثُ عبّرَ غبطتهُ عن ضرورة التعاون لصناعة السلام المستدام والعادل في الشرق الأوسط.
ولبّى غبطته دعوة المعهد الكاثوليكي في باريس لإلقاء محاضرة حول الأزمة في الشرق الأوسط وتحدّيات المستقبل تكلّم فيها بشكل موجز عن تاريخ كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك وكيف كانت تعمل من أجل الاستقرار والازدهار في كلّ محطّة من المحطّات الرئيسيّة التي مرّت بها البلاد. كما عرض الواقع الحالي للأمور والصراع الدائر نتيجة الأطماع في خيرات المنطقة وعبّر عن رهان العيش مع الآخر المختلف بشكل سلميّ كوسيلة وحيدة لتعزيز الوحدة الداخلية والنهوض بالبلاد من خلال رؤية مستقبليّة إنسانيّة مشتركة. كما تكلّم عن أهمية الوحدة المسيحية التي لا يمكن اعتبارها خيارًا بل ضرورة واجبة للحفاظ على التنوّع والتعدديّة في الشرق ومن خلال كلّ مكوناته.
تكلّم غبطته عن نزيف الهجرة وعن الحاجة للنهوض الاقتصادي لوضح حدّ له كما أكّد ضرورة قيام روابط عميقة بين المهاجرين وبين بلادهم الأم لمساعدتها ولكي لا يتحول الاندماج المجتمعيّ الواجب إلى ذوبان وضياع للهوية الفرديّة.
وقام بزياراتٍ عدّة للرعايا والمسؤولين وأقام الصلوات مع أبناء رعيّته، وترأّس القدّاس السنوي لمؤسسة مبرة الشرق الذي أقيم في كنيسة سان سلبيس في باريس، بمشاركة رئيس أساقفتها ميشال أوبتيه ورئيس المؤسسة المونسنيور باسكال غولنيش والوفد المرافق. كما أقام صلاة الغروب في كنيسة سان جوليان.
وانتهت زيارته بلقاء الرئيس ماكرون في قصرِ الإليزيه حيث بحثَ معه في تاريخ العلاقة التي تربط الكنيسة الملكية مع فرنسا والعمل الحضاري الذي يقوم به الملكيون في فرنسا. كما تطرق البحث الى سبل التعاون في المجال الثقافي وخصوصا في مدارس البطريركية التي تعد من مراكز للفرانكوفونية.
وتوقف غبطتهُ عند "هجرة الشباب من بلاد الشرق والنتائج الصعبة المترتبة عليها". وشدد مع ماكرون على "ضرورة عودة الاستقرار لسوريا اضافة الى دعم الاقتصاد اللبناني والعمل لتحقيق عودة النازحين إلى بلادهم فضلا عن الاوضاع العامة المتعلقة بالبلاد العربية".