احتفل غبطة أبينا البطريرك يوسف العبسي الكلّيّ الطوبى معَ سيادة المتروبوليت نقولا أنتيبا الجزيل الاحترام بقدّاس عيد الجسد (القربان المقدّس)، وعاونه لفيفٌ من الكهنة والشمامسة في كاتدرائيّة سيّدة النياح البطريركيّة – دمشق.
وقد كان خميس الأسرار العيد الوحيد للقربان المقدّس.
وفي سنة 1208 ظهر الرب يسوع للطوباويّة جولياني في بلجيكا ما بين سنة 1208 و1210 وقال لها أن تباشر العمل بتأسيس عيد احتفالي كبير على إسم القربان المقدّس، وفي بلجيكا أيضاً، كان هنالك شاب شمّاس من طلاب الكهنوت يدعى جاك بانتاليان وكان متحمّساً جداً لعبادة القربان، ومع مرور السنين وفي سنة 1261 أصبح هذا الشاب البابا، واتخذ إسم قربانس الرابع وبقي حماسه للقربان مشتعلاً في صدره، وفيما كان يمضي فصل الصيف في أورفياتّو في إيطاليا صادف هنالك وجود أحد الكهنة المشكّكين بحقيقة وجود يسوع في الإفخارستيّا يحتفل بالذبيحة، ولمّا قدّس هذا الكاهن الخبز توقّف ونادى قائلاً: “هل هذا حقاّ أنت يا ربي؟
وإذا بالبرشانة المقدّسة تحمرّ ويسيل منها الدم حتّى تبلّلت الصمدة وأغطية المذبح، وما زالت هذة الصمدة المخضّبة بدم المسيح محفوظة في علبة زجاجيّة في كاتدرائية أورفياتّو حتّى يومنا هذا، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأعجوبة ليست الأولى من نوعها، وعلى أثر هذه الأعجوبة أصدر البابا قربانس الرابع إرادة رسوليّة في 11 آب 1264 عمّم من خلالها على الكنيسة جمعاء هذا العيد باسم عيد جسد المسيح، وأراد البابا نفسه وضع طلبة وزيّاح للقربان المقدّس فأتى بأقدس وأفضل راهبين أحدهم دومنيكاني ويدعى مار توما الأكويني شفيع ومعلّم الكنيسة وآخر فرنسيسكاني يدعى بون أفنتورا، وطلب من كل واحد أن يضع صيغة للطلبة وللزيّاح وتمّ تبنّي طلبة مار توما إذ كانت الأفضل، ولا نزال حتّى يومنا هذا نردّد نفس الطلبة والتي تمّت ترجمتها لللغة العربية سنة 1881 من قبل المطران جرمانس فرحات.
ومن أناشيد عيد الجسد الإلهي:
" أَعجَبُ العَجائِبِ كلِّها أَن يُرى الإِلهُ بجَسَد. وأَعجَبُ من ذلكَ كثيراً أَن يُشاهَدَ على الصَّليبِ مُعلَّقاً. أَمَّا مجموعُ العجائِبِ كافَّة. فهو وُجودُهُ الفائِقُ الإِدراك تحت الأَعراضِ السِّريَّة. فحقّاً أَيُّها المسيحُ إِلهُنا إِنَّكَ صنَعتَ بهذا السِّرِّ العظيمِ ذِكراً لعَجائِبكَ كلِّها.
فيا لكَ من ربٍّ رحيمٍ رؤوف. أَعطيتَ ذَاتَكَ غِذاءً لأَتقِيائِكَ. يَذكُرُونَ بهِ إلى الدَّهرِ ميثاقَكَ. ويتذَكَّرونَ موتَكَ وآلامَكَ حتَّى يوْم مجيئِكَ المجيد. فهلمَّ بنا. أَيُّها المؤمنون. نتَناولْ قوتَنا وحياتَنا. ونستقبِلْ مَلِكَنا ومُنقِذَنا هاتفين: خَلِّص ياربّ. المكرمينَ بإِمانٍ حضورك المجيدَ المُوقَّر".
كل عام وانت بخير...