عدد الزيارات : 1829
غبطة السيّد البطريرك غريغوريوس الثالث لحام الكلّي الطوبى > رسائل صاحب الغبطة 4 كانون ثاني 2016

                                                     بروتوكول ٦٠٣/٢٠١٥ د                                      دمشق في ٢٦/١١/٢٠١٥

 

رسالة غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث

حول قضيَّة

تثبيت وتوحيد عيد الفصح والقيامة المجيدة

 

حضرات الإخوة الأحبَّاء

السادة الأساقفة أعضاء المجمع المقدَّس الموقَّرين

الرؤساء العامين المحترمين

الرئيسات العامات المحترمات

تحيَّة قلبيَّة مع المحبَّة والبركة والدعاء،

 

الموضوع: قضيَّة عيد الفصح

تلافيًا للمراجعات والمطالبات بشأن توحيد عيد الفصح أحببتُ أن أرسل لكم هذه الرسالة للإيضاح.
أولاً: هناك دراسة عامَّة تاريخيَّة حول الموضوع. موجودة في ملحق المجلد الثالث من كتب الصلوات الطقسيَّة.
ثانيًا: وُحِّد العيد وتُعيِّد الطوائف كلّها على الحساب اليولي في مصر والأردن وبعض مناطق في الأرض المقدَّسة، وفي بعض الرعايا المتفرقة في سورية ولبنان.

ثالثًا: حاليًا قضيَّة توحيد العيد في سورية (وبالطبع في لبنان) حسب الحساب اليولي، مجمَّدة، لا بل مصروف النظر عنها. أنا سعيتُ كثيرًا لأجل التوحيد. ولكن بدون نتيجة. ولا يمكنني أن أقرِّر منفردًا احترامًا لباقي الطوائف. لكن الرغبة في توحيد العيد عند الشعب لا تزال قويَّة وملِّحة! ونحن نتفهَّم هذه الرغبة ونشكر شعبنا على ذلك.

رابعًا: الآن التوجّه هو السعي إلى تثبيت تاريخ العيد، بغض النظر عن الحسابين اليولي والغريغوري. بحيث يُحدَّد تاريخ عيد الفصح ليقع في الأحد الواقع بين ٩ و١٥ أو ٢٠ نيسان من كلّ عام.

خامسًا: تُبذل المساعي للوصول إلى هذا الحلّ. هكذا اتصل قداسة البطريرك البابا تواضروس الثاني للأقباط الأرثوذكس، بقداسة البابا فرنسيس برسالة بتاريخ أيار ٢٠١٤، يطلب فيها أن يعمل البابا على تحقيق مشروع تثبيت وتوحيد تاريخ العيد. وكذلك فعل أكثر من مرة البطريرك أفرام الثاني بطريرك السريان الأرثوذكس. كما أنَّني أخذتُ المبادرة بأن وضعتُ رسالة إلى قداسة البابا فرنسيس وقّعها كلّ البطاركة الكاثوليك (سبعة) نطلب فيها بتثبيت وتوحيد تاريخ العيد. وقدَّمناها لقداسته في ٢٤ أيار ٢٠١٥، أثناء زيارته للأرض المقدَّسة ولقائنا معه في عمَّان.

سادسًا: اقتراح تثبيت تاريخ عيد الفصح والقيامة في يوم محدَّد أو مشترك بين جميع المسيحيين، كان أمنية المجمع الفاتيكاني الثاني، كما عبَّر عنه آباء المجمع في "المرسوم في الكنائس الشرقيَّة الكاثوليكيَّة" (بتاريخ ٢٠ تشرين الأول ١٩٦٥) قبل خمسين عامًا.

سابعًا: نعرف من خبرتنا المسكونيَّة أنَّ الأنكليكان واللوثريين والبروتستانت عمومًا ليس لديهم ممانعة في قبول هذا الاقتراح.

ثامنًا: نأمل أن تُعالِج الكنائسُ الأرثوذكسيَّة هذا الموضوع في السينودس الأرثوذكسي العام المقبل سنة ٢٠١٦.

تاسعًا: قداسة البابا فرنسيس عبَّر عن موقفه من اقتراح التاريخ الثابت الموحَّد للعيد في خطاب له في اجتماع ضمَّ ألفَ كاهنٍ يوم ١٢ حزيران ٢٠١٥ في روما، حيث أكَّد أنَّ الكنيسة الكاثوليكيَّة مستعدَّة أن تتخلَّى عن طريقتها في حسابِ تاريخ الفصح (أعني عن الحساب الغريغوري). وأشار قداسته إلى أنَّ القضيَّة موضوع دَرْسٍ منذ سنوات. وأشار قداسته إلى ما ذكرناه أعلاه، بأنَّ بطريرك الأقباط الأرثوذكس تواضروس قد اتصل به بهذا الشأن. وذكر قداسته أنَّه شك كبير أن يعيِّد بعض المسيحيين في تاريخ وبعضهم الآخر في تاريخ آخر. مشيرًا إلى فرق السنة ٢٠١٦ وهو ٣٥ يومًا. وإلى أنَّ العيد سيكون يحكم الحسابات المعروفة في تاريخ واحد من جديد عام ٢٠١٧. وأشار قداسته إلى تواصله مع قداسة بطريرك القسطنطينيَّة برتلماوس وبطريرك موسكو كيريل بهذا الشأن. كما أمل قداسته بأن تعالج القضيَّة إيجابيًا في المجمع الأرثوذكسي العام سنة ٢٠١٦، كما أشرنا إليه أعلاه. هذا مع العلم أنَّ موقف قداسة البابا دعم كبير لهذه القضيَّة الغالية على قلب كل مسيحي. من جهة أخرى على أولاد رعايانا أن يكونوا في اتجاه قداسة البابا ويتركوا جانبًا قضيَّة الشرقي والغربي، واليولي والغريغوري.

 

أيُّها الأخوة الأحبَّاء!

هذا هو الموقف المسيحي العام حول قضيَّة توحيد عيد الفصح. التوجّه العام هو تخطّي قضيَّة الحساب الشرقي والغربي، واليولي والغريغوري، وتجاوز الحسابات الفلكيَّة من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى بذل الجهود لأجل الوصول إلى اتفاق مسيحيٍّ شامل وقرار إجماعيٍّ بتثبيتِ وتوحيدِ عيد الفصح والقيامة في الأحد الواقع بين ٩ و١٥ أو ٢٠ نيسان من كلّ عام. ويكون إنجازًا عظيمًا في تثبيت الوحدة المسيحيَّة.

أيُّها الأحبَّاء!

نطلب من إخوتنا الأساقفة الأجلاء والرؤساء العامين والرئيسات العامات أن ينشروا هذه الرسالة في أبرشيَّاتهم وأديارهم بدون تأخير، ولاسيَّما وأنَّ الصوم يبدأ مبكِّرًا في ٨ شباط، وسيكون عيد الفصح في ٢٧ آذار.

ونأمل من الجميع أساقفة ورؤساء عامين ورئيسات عامات وكهنة ورهبان وراهبات ومؤمنين أن لا يعودوا إلى المطالبة باتباع الحساب اليولي. الآن التوجّه هو العمل لأجل تثبيت وتوحيد العيد في الأحد الواقع بين ٩ و١٥ نيسان. وعدم ربط الموضوع بالحساب اليولي أو الغريغوري. ونطلب من الجميع أن يرفعوا الصلوات لأجل نجاح المساعي الجديدة نحو التوجُّه الجديد.
ونطلب من الجميع أن يصلُّوا مثل ما صلَّى السيِّد المسيح قبيل آلامه: "يا أبتاه أن يكونوا واحدًا" (يوحنا ٢١:١٧). ونصلِّي كي يُلهم الروح القدس جميع الكنائس، لكي يقرِّر رؤساؤها الاحتفال المشترك الواحد بالعيد المسيحي الكبير، عيد الفصح، عيد القيامة المجيدة، عيد الأعياد وموسم المواسم! عيد الحياة!

أيُّها الأحبَّاء!

كلّنا نشعر ونتألَّم بسبب اختلاف المسيحيين حول تاريخ الفصح المجيد. هذا العام الفرق ٣٥ يومًا بين العيدين الشرقي والغربي. ولكن العيد سيكون بحكم الحسابات الفلكيَّة المعروفة في تاريخ واحد ومعًا عام ٢٠١٧. ونأمل أن تثمر الجهود المبذولة من قبل جميع الكنائس، كما شرحناه أعلاه، بحيث يكون الاحتفال بعيد الفصح عام ٢٠١٧ بحكم الحسابات الفلكيَّة، هو بداية الحلّ النهائي لهذا الخلاف، ونعيِّد معًا في تاريخ واحد وثابت عيد الفصح والقيامة المجيدة يوم الأحد الواقع بين ٩ و١٥ أو ٢٠ نيسان من كلّ عام.

أدعوكم جميعًا لكي نرفع الصلوات على نيَّة جميع رؤساء الكنائس في العالم، لأجل نجاح هذه المساعي. وهكذا يصبح عيدنا الكبير عيدًا مشترك مشتركًا وشهادة مشتركة للإيمان والرجاء والمحبَّة وللحياة!

وهكذا نكون كلّنا حقًا أبناء القيامة!

مع محبَّتي وبَرَكَتي

+ غريغوريوس الثَّالث

بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريَّة وأورشليم

للرُّوم الملكيِّين الكاثوليك

 

تابع أيضاً

رح نرجع نعمرها

صاحب الغبطة وصاحب السيادة يحتفلان بالقداس الإلهي في كنيسة القدّيس ....

10 تشرين ثاني 2020
عيد القدّيسة صوفيا وبناتها إيمان ورجاء ومحبّة

صاحب الغبطة يحتفل بعيد القدّيسة ....

17 أيلول 2020
عيد الصليب المقدّس

صاحب الغبطة يحتفل بعيد الصليب المقدّس في بلدة معلولا - ريف ....

14 أيلول 2020
ميلاد السيّدة العذراء

صاحب الغبطة يحتفل بعيد ميلاد السيّدة العذراء في كاتدرائيّة ....

8 أيلول 2020
عيد رُقاد وانتقال السيّدة العذراء

صاحب الغبطة وصاحب السيادة والكهنة يحتفلون بعيد ....

15 آب 2020
نداء

صاحب الغبطة يوجّه نداء عالمي لدعم أهل بيروت عقب تفجير مرفأ بيروت

12 آب 2020
يوم افتقاد

صاحب الغبطة يتفقّد المتضرّرين من جراء كارثة مرفأ بيروت

8 آب 2020
عيد التجلّي

صاحب الغبطة وصاحب السيادة يحتفلان بقدّاس عيد تجلّي الرب في كاتدرائيّة ....

6 آب 2020
يا والدة الإله الفائقة القداسة خلصينا

صاحب الغبطة وصاحب السيادة يحتفلان بالقدّاس ....

2 آب 2020


تابعونا على مواقع التواصل الأجتماعي

© 2024 -بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك